منقول عن منتدى التعليم الثانوي من طرف الأخ المكنى ب AMOR
أخي وزميلي أبا أيمن , زملائي الأساتذة الأفاضل , تحية تربوية تليق بمقامكم الرفيع, وبعد:
من باب الدعابة والترويح عن النفس أضع بين أيديكم موضوعا طريفا عثرت عليه بأرشيفي الخاص , كتبته في ليلة 27 من شهر رمضان عام 2004 على اثر الاضراب الوطني الذي قمنا به تحت لواء الكنابيست لأكثر من شهر والذي كان قد أسفر عن اقرار منحة الـ5000دج بالنسبة الى أساتذة التعليم الثانوي, وذلك بعد ضغوطات وتهديدات من طرف الوصاية والحكومة مع رفض وزير العمل الموافقة على منح الاعتماد لنقابتنا آنذاك دون أن ننسى المواقف المناهضة لبعض ممثلي الأولياء, ومما جاء في الموضوع المعنون ب"المقامة الرمضانية":
في ليلة القدر الموافقة للسابع والعشرين من رمضان, شهر التوبة والغفران و ونزول القرآن كنت مستلقيا على فراشي , بين النائم واليقظان اذا ترأى لي بديع الزمان , صاحب المقامات الحسان , فصيح القول واللسان فأمطرني بوابل من الأسئلة المتعلقة باضراب أساتذة الثانوي والتقني الأبطال الشجعان, الثائرين ضد سياسة الحقرة والاقصاء والتهميش , وحياة الذل والهوان, فقال: ما قصة الكنابيست؟
- قلت: سفينتنا التي ستنجينا من الغرق في بحر الضياع والتيهان, وربانها الأستاذ مزيان مريان الذي سيرسو بنا في شاطيء السلام وبر الامان.
- قال: ومن مزيان مريان هذا؟
- قلت: نعتوه لنا في الشرق قبائليا أمازيغيا من بلاد جرجرة والونشريس , وقيل لنا: حذار من اتباعه يا شاوي تبسة وخنشلة وباتنة وأريس, وقيل عنه في الوسط انه من أتباع عبد الله جاب الله والفيس, وفي الغرب مناصر لابن فليس , ومناهض للرئيس , وقيل : يا عربي لا تكن له تبعا فأنت دوما صاحب المبادرة والتأسيس, وكل ذلك خطة لكسر الاضراب من وحي وتدبير ابليس, وما جمعته يد الرحمن لا تفرقه يد الشيطان كما قالها ابن باديس. وفي واقع الأمر ما هو الا مجرد أستاذ يناضل من أجل تحقيق مستقبل واعد بسن قانون الأستاذ وتحسين الراتب, وخفض سن التقاعد.
- قال: ما موقف الوزير بن بوزيد؟
- قلت: رجل صاحب عصا غليظة ومطرقة من حديد , همه أن يرى الأستاذ لا هثا وراء الزيت والحليب والسميد, والويل ثم الويل لمن حاول الخروج عن تنظيم الاتحاد النقابي الوحيد بزعامة سيدي السعيد , فتراه يهدد بضرب الرقاب والأعناق وقطع الأقوات والأرزاق حتى نموت من شدة الفاقة والاملاق ؛ لأننا في نظره تمردنا وتجاوزنا حدود النطاق , وبلغنا من التحدي مبلغا لا يطاق.
- قال : ما مبرر رفض الاعتماد ؟
- قلت: تنظيمنا جديد , لم يعهد مثله في البلاد , لا مكان فيه للمتملق والمتزلف والمتسلق و"القواد" , وهو ثائر ضد "الاتحاد" القديم قدم ثمود وعاد , الضارب في الاحتكار بالأطناب والأوتاد , والذي تلاعب بأموالنا ذات المين وذات الشمال فأكثر فيها الفساد فألب علينا لوح الذي يرى الخروج عن هذه النقابة العتيدة أصعب من خروج الروح فكان لنا بالمرصاد واعتبر طلبنا لا حدث ومجرد صرخة في واد.
- قال :حدثني عن موقف رئيس الحكومة.
- قلت: هو صاحب تنفيذ المهمات القذرة المذمومة والمواقف المشؤومة , يحاور فيناور , يدور ويلف ثم "يبلعط فيهف"
- قال: أنتم- باضرابكم- متهمون بحرمان التلاميذ من حق مكفول بقوة الدستور وبالانخراط في تنظيم نقابي محظور , لم يقر ه مرسوم أو منشور؟
- قلت: لا غرابة أن نتهم من حكومة يستنكر وزير "أديانها " قرار منع استيراد الخمور ؛ لأنه على مصالح أهل الكتاب ببلادنا حريص وغيور, وما أدراك لعله يفتي غدا بجواز استهلاك لحم الحمير الذي خدع فيه العاصميون في شهر رمضان بكم كثير وكبير, وربما يصمت عن الفسق والفجور ثم يقول ا بعد ذلك": ان الله رحيم غفور.
- قال: وأين رئيسكم, رافع شعار : جزائر العزة والكرامة؟
- قلت: أما الشعار فمجرد شعار مرفوع , لا يسمن ولا يغني من جوع. وأما الموقف فالى حد الساعة لم تصدر أية مبادرة أو اشارة , فهو مشغول بهموم العهدة الثانية التي أصبحت قطوفها دانية رغم أن السنة الدراسية باتت في حكم الفانية.
- قال: وأخيرا ما موقف الأولياء؟
- قلت : هم مع الاذاعة والتليفزيون , ساخطون , غاضبون, ناقمون ,لا حديث لهم سوى عن زيادة نصف المليون, وعلى رأسهم دلالو وخيار اللذان أطلقا علينا النار بكل ثقيل عيار فوصفانا بعصابة أشرار لا هم لها سوى جمع الدرهم والدينار, تبت يداهما فنحن الأخيار الأنقياء الأطهار أحرص الجميع على مصلحة التلميذ في الليل قبل النهار, فسنواصل حتى نصل , تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
ملاحظة/ الموضوع كتب تعبيرا عن معاناة المربي بعيدا عن كل توجه سياسي , وأضعه بين يديكم للتسلية والترويح عن النفس , ليس ا لا, والله من وراء الق
الخميس 17 أبريل - 12:11